• Home
  • ريادة الأعمال: وسيلة التحرر من قيد الروتين الوظيفي

ريادة الأعمال: وسيلة التحرر من قيد الروتين الوظيفي

ريادة الأعمال: وسيلة التحرر من قيد الروتين الوظيفي

تستيقظ باكرًا، ربما في السادسة صباحًا أو نحوها، تحاول عيناك أخذ قسطٍ من نوم خفيف طوال الطريق إلى العمل، لن تجد مكانًا للجلوس في المواصلات، فتقف، هذا إن وجدت مكانًا للوقوف، وتصل مرهقًا لا قدرة على مواصلة اليوم رغم أنه لم يبدأ بعد. تجلس على مكتبك وتفتح حاسوبك أو جهاز “اللابتوب” وتظل تنظر إلى شاشته 8 أو 10 ساعات –إن لم يكن أكثر-، تنهي روتين عملك وتذهب إلى المنزل لتناول بضع لقيمات ثم تتوجه لاحتضان سريرك لتصحو غدًا وتكرر روتينك الممل هذا! وتقول في نفسك “يا لحظ صاحب العمل! يملك كل سبل الراحة المتاحة.” لكن، لماذا لا تصبح أنت صاحب العمل؟

ما هي ريادة الأعمال؟

هي عملية ينشئ فيها رائد الأعمال فكرة جديدة أو يطور فكرة موجودة مسبقًا يسعى إلى تحويلها إلى مشروع تجاري مربح يحقق من خلالها الإضافة لسوق العمل. تتضمن خطة رائد الأعمال عددًا من الخطوات المتلاحقة من البحث حتى التنفيذ، ويجب أن يتمتع رائد الأعمال بمهارات مختلفة ونظرة شمولية تساعده في الرقي بمشروعه في سوق العمل.

أنواع ريادة الأعمال

لا تتلخص ريادة الأعمال في ابتكار فكرة لم تنفذ من قبل، ولا تتمحور حول تأسيس شركة تجارية مستقلة فقط، هناك العديد من أنواع ريادة الأعمال المتعارف عليها في أسواق العمل المختلفة، منها:

  • ريادة الأعمال التقليدية: هي النوع المشهور لدى الأفراد، وتعني إنشاء شركة جديدة تتخصص في مجال معين مثل التجارة أو الصناعة أو الخدمات، ويكون الهدف من إنشائها هي تحقيق الربح والتطور في سوق العمل.
  • ريادة الأعمال الناشئة: تعرف الشركات الناشئة باسم “Startup”، وهي تهدف إلى النمو السريع وجذب استثمارات كبيرة عبر استغلال الإمكانيات العالية المتوفرة لدى صاحب العمل أو الموظفين.
  • ريادة الأعمال الرقمية: تتخصص هذه الشركات في التطوير بالمجال التكنولوجي، مثل خدمات الإنترنت والتطبيقات الهاتفية والبرمجة والمواقع الإلكترونية وغيرها من المجالات التي تستخدم التكنولوجيا لتقديم حلول مبتكرة.
  • ريادة الأعمال المؤثرة: يغلب على هذا النوع الفردية، فيتخصص بها المؤثرون “Influencers” على وسائل التواصل الاجتماعي والذين يسعون إلى الترويج لمنتجاتهم أو أفكارهم عبر استخدام هذه الوسائل للتأثير على الجمهور، ويهدف رواد الأعمال المؤثرون إلى بناء علاماتهم التجارية وزيادة قاعدتهم الجماهيرية.
  • ريادة الأعمال المستدامة: يجذب هذا النوع من ريادة الأعمال عددًا واسعًا من المستثمرين كون أن البيئة أصبحت محورًا أساسيًا يهتم به أصحاب العمل والمنظمات العالمية. تهتم الشركات بتطوير نماذج عمل تساهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية وحماية البيئة، وتقدّم منتجات صديقة للبيئة وخدمات مستدامة.
  •  ريادة الأعمال النسائية: محور آخر يجذب العديد من المستثمرين، فقد أصبح تمكين المرأة هدفًا لكثير من الجمعيات النسائية والمنظمات التي تعنى بحقوق المرأة، ما يدفع الكثير من النساء إلى إنشاء شركاتهن الخاصة بهدف النجاح في سوق العمل.
  • ريادة الأعمال المؤسسية: هذا نوع من ريادة الأعمال يحدث داخل الشركات، حيث يعمل الموظفون على ابتكار أفكار جديدة أو تطوير أفكار موجودة مسبقًا داخل أقسام الشركة بهدف تعزيز الجوانب الابتكارية داخل الشركة.
  • ريادة الأعمال المجتمعية: تهتم الشركات التي تتخصص في هذا النوع من ريادة الأعمال بتقديم الخدمات المجتمعية وحل المشكلات الاجتماعية، تسعى الشركات من خلال هذا التخصص إلى تحقيق الربح إلى جانب تحسين جودة المجتمعات وزيادة مستوى رفاهية الفرد.

هل تمتلك عقلية رائد الأعمال؟

ربما يمتلك بعض الأفراد فكرة مبتكرة، وبعضهم لديه رأس المال، والبعض الآخر يتمتع بمهارات إدارية وإستراتيجية، لكن لا يمكن أن يصبح المرء رائد أعمال دون الجمع بين الموارد الثلاث، والأهم من تلك الموارد هو امتلاك عقلية فذّة تساهم في نجاح المشروع.

  • الإبداع والابتكار: الإبداع هو جوهر ريادة الأعمال، سواء اقترن بابتكار أفراد جديدة أم لا، ويسعى رواد الأعمال إلى تصميم واتباع منهجيات وإستراتيجيات جديدة ويبتعدون عن الطرق التقليدية.
  • التفكير الإستراتيجي: لا تنظر إلى ما تحت قدميك فقط! التخطيط على المدى الطويل يساعد في تحقيق الأهداف بشكل أكثر تنظيمًا وفعالية.
  • الإصرار: تكرار الفشل يؤدي إلى النجاح إذا جرت التغييرات الصحيحة، يجب أن يتحلى رائد الأعمال بالعزيمة والبعد عن اليأس وتقبل الفشل.
  • التعلم المستمر: يقولون إن العلم حدوده السماء! وهذا ما يجب أن يؤمن به رائد الأعمال، فالتطوير والتحديث أمران لا ينتهيان في عالمنا المعلوماتي. يمكن أن يستغل رائد الأعمال الدورات التدريبية والندوات وورش العمل وقراءة الكتب في تطوير مهاراته وتوسيع آفاقه ونمو شركته.
  • المخاطرة: يقولون بالإنجليزية “No pain, No gain”، فالمخاطرة جزء من حياة الطامحين إلى النجاح، والخروج من منطقة الراحة أمر لا مفر منه إن كنت تريد التطور والخروج من قوقعة الثبات، فالبقاء عند حدود معينة يمنعك من الاستمرار بالمنافسة، فما بالك بالهيمنة على المنافسين؟
  • المرونة: المفاجأة جزء من الحياة، وبالطبع تحدث العديد من الأمور المفاجئة والظروف غير المتوقعة، ولذلك على رائد الأعمال التحلي بالمرونة ومحاولة التكيف مع التغيرات المفاجئة، ويجب أن يمتلك عقلية متفتّحة تساعده في تعديل إستراتيجيات العمل حسب الظروف المحيطة.
  • بناء العلاقات: الانعزالية تعدم الفرص، وهذا ما يؤمن به راءد الأعمال الناجح، فبناء العلاقات والشبكات مع غيره من رواد الأعمال أو المستثمرين يزيد من فرص النجاح والتوسع والتطور في مجالات العمل المختلفة.
  • التركيز على الحلول: البائس يبحث عن مبررات، والقائد يبحث عن الحل! التركيز على تقديم حلول مبتكرة وفعالة هو من صفات رائد الأعمال، فهو لا يركز على المشكلة بقدر اهتمامه بتجاوزها في سبيل تحقيق الأهداف المنشودة.

ما الموارد التي تحتاجها؟

  • الموارد المالية: يحتاج رائد الأعمال إلى رأس المال لبداية مشروعه وتوفير الأصول. يمكن لرائد الأعمال توفير رأس المال المطلوب من مدخراته الشخصية أو عبر الشركاء أو القروض أو التعامل مع صناديق الاستثمار أو مصادر التمويل الجماعي.
  • الموارد التعليمية: على رائد الأعمال أن يمتلك بعض المعرفة والثقافة –على الأقل المعرفة الأساسية- للعمل على نجاح مشروعه. وتنقسم المعرفة إلى:
  • التعليم: عبر التعليم الأكاديمي (في الجامعات) أو الانضمام إلى برامج تدريبية متخصصة أو الحصول على استشارات من مدربين ذوي خبرة.
  • اكتساب المهارات: يجب أن يتمتع رائد الأعمال بعدد من المهارات الضرورية للاستمرار في سوق العمل وأن يحرص على تطويرها باستمرار. وتشمل المهارات القيادية والإدارية وبعض المهارات التكنولوجية والمهارات الشخصية (مثل مهارات التواصل والتحدث أمام الجمهور وغيرها).
  • الموارد البشرية: في الرياضة لا ينجح قائد الفريق وحده! يجب أن يعمل رائد الأعمال مع فريق من الموظفين يمتلكون المهارات اللازمة لدعم المشروع، ويمكن لصاحب العمل الاستعانة بخدمات الاستشاريين للمساعدة في تعزيز قدرات فريق الموظفين.
  • الموارد التكنولوجية: تهيمن التكنولوجيا على جميع مناحي الحياة، ومعظم الشركات أو المشاريع التي ليس لها وجود على المنصات الإلكترونية لا تحقق الربح المنشود أو تضطر إلى الإغلاق. يجب أن يكون للمشاريع موقع إلكتروني وحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي لتسهيل وصول العملاء، إضافة إلى أن بعض المجالات تتطلب من الشركات توفير أدوات تكنولوجية مثل نظم CRM وبرامج محاسبية وبرامج أرشفة الملفات وغيرها.
  • الموارد التسويقية: على الشركات تصميم شعار فريد واعتماد هوية بصرية والبقاء على تواصل مع الجمهور، إضافة إلى اعتماد إستراتيجية تسويق تهدف من خلالها إلى الوصول لأكبر عدد من أفراد الشريحة المستهدفة. يمكن أن تتضمن هذه الإستراتيجية الإعلانات سواء عبر وسائل التواصل أو قنوات التلفزيون أو الإذاعات، ونشر المحتوى الهادف وعرض تجارب العملاء السابقين، والمشاركة في المعارض والفعاليات المتعلقة بنشاط الشركة لضمان ترويج أكبر.

التحديات التي يمكن أن تواجهك، وكيفية التغلب عليها.

  • المنافسة: في حال كانت الشركة تعمل في اختصاص موجود مسبقًا في السوق ولم تقم على فكرة مبتكرة، فإن احتمال المنافسة عالٍ جدًا، ما قد يحدّ من فرص نجاح الشركة.

الحل: إجراء دراسة للسوق والمنافسين لمعرفة نقاط الضعف والقوة، ومحاولة تقديم خدمات إضافية مبتكرة وأكثر جذبًا وإفادة للعملاء.

  • قلة مصادر التمويل: ربما يملك رائد الأعمال فكرة جذابة أو مهارات تمكنه من افتتاح مشروعه، لكن ينقصه رأس المال الكافي.

الحل: إعداد خطة شاملة وواضحة المعالم والخطوات توضح كيفية استغلال التمويل، ومن ثم محاولة الحصول على قروض حسنة (بلا فوائد) أو العمل مع شركاء أو مستثمرين، أو يمكنك التقديم لدى مؤسسات تعنى بتقديم المنح الخاصة بدعم المشاريع.

  • صعوبة التسويق: يمكن أن يواجه رائد الأعمال عددًا من التحديات التي تسبّب صعوبة في تسويق الخدمة أو المنتج، مثل عدم معرفة الجمهور بالعلامة التجارية، أو وجود عدد كبير من المنافسين، أو عدم مقدرة الشركة على تحديد الجمهور المستهدف.

الحل: تطوير إستراتيجية تسويقية تشمل التواجد على وسائل التواصل الاجتماعي (لكونها المنصات الأكثر اكتظاظًا بالجمهور المستهدف)، وعرض خدمات ترويجية مجانية وتنمية العلاقات بين الشركة والعميل، والبقاء على معرفة واسعة بالتغييرات في حاجة العملاء لضمان تطوير خدماتك ومنتجاتك بناء على حاجاتهم.

  • إدارة الوقت: يحتاج رائد الأعمال إلى الموازنة بين وقت العمل والحياة الشخصية، وتخصيص وقت ربما يكون كبيرًا لمتابعة المهام المنوطة به قد يسبب له شعورًا بالضغط والإجهاد.

الحل: يجب على رائد الأعمال ترتيب أولوياته والتركيز على المهام الأكثر ضرورة، ويمكنه تطوير هذه المهارة عبر الاستعانة بمدرّب مهني أو الانخراط في دورات تتخصص في التدريب على المهارات الشخصية، أو عبر استخدام أدوات وتطبيقات تكنولوجية تساعد في جدولة المهام مثل ClickUp وTodoList وReclaim AI وVimcal.

  • الالتزام بالقوانين: من المحتمل ألا يكون رائد الأعمال على علم بالقواعد والقوانين، ما قد يسبب مشكلات التعرض للمحاسبة القانونية والعقوبات كالغرامات أو إغلاق المشروع أو غيرها.

الحل: توظيف محامين ذوي خبرة بالقوانين العامة والقوانين التجارية الخاصة بالدولة للمساعدة في عدم مخالفتها، أو يمكن لرائد الأعمال الاستعانة بالمستشارين القانونيين والبقاء على اطلاع بالتغيرات القانونية والتأكد من الالتزام بها.

ما الفرق بين ريادة الأعمال والعمل لحسابك الخاص؟

تركز ريادة الأعمال على الابتكار وتقديم حلول جديدة أو تحسينات على المنتجات والخدمات، وغالبًا ما تتطلب استثمارًا كبيرًا في الوقت والموارد. يهدف رواد الأعمال إلى التوسع والنمو الكبير، مما يتطلب استراتيجيات معقدة وإدارة فرق أكبر، إلى جانب هدف تحقيق الأرباح سواء بالتطور السريع أو المتدرّج

عادةً ما يتعلق العمل الخاص بتقديم خدمات أو بيع منتجات دون التركيز على النمو الكبير، فقد يكون الهدف هو تحقيق دخل مستقر بدلاً من توسيع نطاق الأعمال، ولذلك عادة ما يكون نموذج العمل أبسط ويعتمد على العملاء الفرديين بدلاً من توسيع قاعدة العملاء. يتطلب العمل الخاص استثمارًا أقل؛ يمكن للشخص العمل من منزله أو بمرافق بسيطة، ويكون الفرد –عادة- مسؤولًا عن جميع جوانب العمل بعكس الريادي الذي لا يتطلب منه العمل وجوده على رأس عمله فترات طويلة.

ريادة الأعمال وسيلة فعالة للتحرر من قيود الروتين الوظيفي، فهي تتيح للأفراد فرصة الابتكار وإطلاق مشاريع جديدة تحقق قيمة مضافة في سوق العمل. يتطلب النجاح فيها مزيجًا من الإبداع والتفكير الاستراتيجي والقدرة على التكيف مع التغيرات. تشمل ريادة الأعمال مجالات متعددة بحيث يمكن للجميع اختيار المجال الأنسب لهم. يمكن أن يواجه رواد الأعمال تحديات مثل المنافسة، نقص التمويل، وصعوبات التسويق، لكن يمكن التغلب عليها من خلال التخطيط الجيد والموارد المناسبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *